القاديانية ( الاحمدية ) خطر يهدد اللاجئين والمسلمين الجدد في السويد

القاديانية ( الاحمدية ) خطر يهدد اللاجئين والمسلمين الجدد في السويد

12:29 ص اضف تعليق

القاديانية ( الاحمدية ) خطر يهدد اللاجئين والمسلمين الجدد في السويد


القاديانية ( الاحمدية ) خطر يهدد اللاجئين والمسلمين الجدد في السويد
نرى شباب من القاديانيين ينشطون في الملتقيات العامة و في معارض الكتاب و حتى في الأسواق الشعبية يروجون لمعتقدهم بعدة لغات منها السويدية والعربية و الآردو والفارسية و البوزنية  ، حيث يسعون إلى نشر الأحمدية ( المذهب القادياني) بين الناس، على أن مذهبهم هو الإسلام الحق  و يتواصلون مع السويديين و اللاجئين والمسلمين الجدد ، للزج بهم في متاهات مذهبهم رغم ما عرف به من خزعبلات وهرطقات ما أنزل الله بها من سلطان، و يقومون كذلك بتوزيع ترجمة للقرآن الكريم باللغة السويدية واللغات الإنجليزية و الإسكندنافية  تخدم تيارهم الهدام.

رغم أن عدد القاديانيين في السويد لا يتجاوز الألفين؛ إلا أن عشرات الشباب الذين ولدوا في السويد و يتقنون السويدية و الإنجليزية و الأوردوا ، يروجون  لنشر هذا المذهب الذي استغل أتباعه جهل السويدين بالإسلام، و جهل بعض اللاجئين بعقيدة الإسلام الصحيحة مثل الألبان و البوسنيين ونشروا مذهبهم على أنه دين "أحمدي" يدعو إلى السلام والتقوى، وينبذ العنف والتعصب، بينما هو فكر فاسد يسعى إلى تشكيك المسلمين في عقيدتهم لا غير.

ولمن لا يعرف القاديانية، فهي مذهب أرسى قواعده ميرزا أحمد غلام بقاديان الهندية سنة 1900 وبمساعدة الاستعمار الإنجليزي الذي نشب أنيابه في القارة الهندية، بغرض إبعاد المسلمين عن دينهم وصرفهم عن الجهاد ضد الاستعمار الإنجليزي و الالتزام بالولاء للتاج الإنجليزي، والاكتفاء بـ"جهاد النفس" و"الإخلاص للحكومة الإنجليزية" لأن محاربة المستعمر حسب ميرزا "لا يدين به إلا جهال المسلمين"! وقد تجرأ هذا المتنبي على الله ورسوله حينما اعتبر نفسه آخر الأنبياء، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء وأكملهم وليس آخرهم! وأنه أوحي إليه بآيات تربو على 10 آلاف آية! وأن عيسى عليه السلام مات ولم يرفع إلى السماء!! ولن يتسع المقام لذكر الخزعبلات الكثيرة التي ألفها ميرزا وسماها دينا "أحمديا"، وما هو في الحقيقة إلا "دين" فصله على مقاس الإنجليز لينال رضاهم، ويفوز بحبهم، فلماذا آمن به بعض الأعراب و الأعاجم المسلمين؟ !
.
القاديانيون يروجون لمذهبهم عن طريق المناظرات و اللقاءات المباشرة مع الناس حيث إن معتنقي هذا المذهب يعولون كثيرا على المناظرات والخصومات لنصرة ما يعتبرونه حقا، أسوة بزعيمهم ميرزا الذي كان ينخرط في مناظرات تنتهي به إلى التطاول على المسلمين الذين يعتبرهم كفارا لا تجوز الصلاة معهم.
وفي مساعيهم لنشر أفكارهم، يعملون على نشر المطويات والكتب التي تعرف بالقاديانية على غرار كتاب "الجماعة الإسلامية الأحمدية"، والكتب التي تحاول الدفاع عنهم ككتاب "لماذا ينقمون منا؟".

وتعد مدينة  جوتنبرغ غرب السويد معقلا لهم و بها أول مسجد  بني في السبعينيات من القرن الماضي و يزوره السويديون و حتى المسلمون على أنه مسجد إسلامي و ليس مسجدا أحمديا،  و لهم نشاط ملحوظ بالعاصمة ستكهولم و مركزهم في منطقة ميشتا شمال العاصمة، ولهم مناشط دعوية في مدينة مالمو و يخططون لبناء مسجد في جنوب السويد .
السويد من أكثر المناطق الإسكندنافية التي ينتشر فيها أتباع هذا الفكر الذين ازداد عددهم  في السويد و دول إسكندنافيا، ولهم مسجد في كوبنهاجن بالدنمارك و يروجون لقناة "أم تي أ " الفضائية باللغات المختلفة منها العربية، لسان حال الأحمدية القاديانية ، ولما كانت هذه القناة تتحدث باسم الإسلام، فقد استطاعت أن تستقطب إليها الكثير من الشباب المسلم وخاصة السويدي منهم وهم لا يعلمون أنها تدس السم الزعاف في العسل، و هم جادون في نشر مذهبهم في السر والعلن، وأن قناتهم الفضائية يشرف عليها "دعاة" من مختلف الجنسيات، و منهم فلسطينيون يحملون الجنسية الإسرائيلية، وأتباعهم من الفلسطينيين يمنح لهم الحق في الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي رغم كونهم عربا، وقد تحدثت بعض الصحف الإسرائيلية قبل مدة عن تجنيد 600 شخص منهم في جيش الاحتلال الصهيوني.
ومن الواضح أن قناة "أم تي أ العربية" التي تبث من بريطانيا على القمرين نايل سات وهوت بيرد، استطاعت أن تستقطب إليها الكثير من شباب العرب الذين عجزوا عن فهم حقيقة أهدافها، حيث أعربوا أن أسفهم حينما حجبت القناة على النايل سات، وقال جزائري يدعى "جمال" معلقا على ذلك: "في حقيقة الأمر هذا نصر للأحمدية الطاهرة النقية"! .

وعبر "محمد" عن حبه لأحد شيوخ القناة، قائلا: "أنا أحبك في الله يا أخي..." وأتبعه بسؤال حول صلاة الأحمديين واختلافها عن صلاة المسلمين، راجيا الشيخ أن يوضح له طريقة الصلاة لأنه: "من الذين يستمعون القول ويتبعون أحسنه" وأضاف "أنا مقتنع كل الاقتناع أن ميرزا غلام أحمد هو الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام"!! ورد عليه الشيخ بقوله: "مادمتَ مقتنعا بأن حضرة ميرزا غلام أحمد عليه السلام هو المسيح الموعود والمهدي، فما عليك سوى مبايعته، وذلك ببيعة خليفته، وهذا يتم بملء استمارة البيعة وإرسالها إلى أميرالمؤمنين الخليفة الخامس نصره الله".

والبيعة هي شروط يوقع عليها المنتمي الجديد إلى القاديانية، بحيث تلزمه بتحريم الجهاد وتحريف كلام الله ورسوله، ويرسلها إلى قناة الأحمدية أو إلى الموقع الرسمي لها. ويروي جزائري آخر يدعى "عبد العالي" لموقع الأحمدية كيفية اعتناقه المذهب قائلا: "مررت قبل البيعة بظروف جعلتني أتخلى عن فكرة وجود الله تعالى، ومع هذا كنت أصاحب السلفيين وكنت احتار أمام الكثير من العقائد، خاصة قصة آدم التي كنت أراها عقيدة ظالمة للبشر؛ كيف يدفع الله بالبشرية جمعاء إلى الدنيا بعد أن سكنت الجنة من جراء خطأ شخص واحد؟ إلا أنني لم أتلق سوى أن يعيدوا علي القصة من أولها لآخرها.

واستجاب الله"!! ـ »ومن يضلل الله فلا هادي له« ـ ويفتخر "عبد العالي" لكونه استطاع أن يقنع عائلته بالأحمدية "لقد هدى الله تعالى والدتي وثلاثة من إخوتي إلى الأحمدية وكانت مهمة إقناعهم صعبة جدا فلجأت للدعاء وتذكرت رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف صبر وهدى الآلاف إلى الإسلام، فعظم مقامه في نفسي، تغيرت حياتي كليا والحمد لله".


د. محمود  الدبعي


الاقليات المسلمة في الغرب مشكلة التعايش والاندماج

الاقليات المسلمة في الغرب مشكلة التعايش والاندماج

12:20 ص اضف تعليق


الاقليات المسلمة في الغرب مشكلة التعايش والاندماج
الأحد، 7 أيلول، 2014

كثيرا ما ترددت الاسئلة التالية فى الغرب -خاصة أوروبا- منذ الثمانينيات: هل طبيعة الدين الإسلامى تعيق إندماج المسلمون فى الغرب؟ هل يبغى المسلمون فى المقام الاول الاندماج فى المجتمع الغربى بقيمه السياسية والثقافية؟ هل يلتزم -او بمعنى ادق يستطيع ان يلتزم- المسلم بقيم غربية مثل الحرية، التسامح، الديموقراطية، العلمانية، المساواة الجنسية وغيرها من قيم قد تتعارض مع منظومة القيم الاسلامية؟ هل يكون هناك إنفتاحا بدون ذوبان او تعايش وإندماج وهو ملخص ما تطمح اليه كثير من الجاليات المسلمة المهاجرة، من هنا أنطلق الاستاذ ابراهيم العبادي حينما تصدى لموضوعة الاقليات المسلمة في الغرب، فكان مؤلفه الثمين المعنون(الاقليات المسلمة في الغرب مشكلة التعايش والاندماج:السويد إنموذجا) الذي أصدره مركز دراسات فلسفة الدين، بغداد، 2012، وبواقع (303) صفحة وراجعه المفكر العراقي الكبير الدكتور عبد الجبار الرفاعي إذ يمضي بنا المؤلف للحديث من خلال فصول ومباحث، استنطقها وتضمنت التفسير والتحليل والتقييم من منظور تعددي فكريا ومهنيا وبإتجاه ان يصب هذا الاستنطاق في إغناء المجرى التفاعلي لاندماج المسلمين في مجتمعات الغرب، الامر الذي قد يسهم في تحسين الصورة النمطية عن الاسلام والمسلمين، ويسوق المؤلف لنا المفاهيم والمصطلحات كي نكون على بينة ما سوف يتكلم عنه او يفسره ويغرق اوراقه بالمعلومات القيمة بأسترسال تكنيكي متواصل ومفهوم يغري بالقراءة واستقاء المعلومات منه خاصة للمهتمين والباحثين وطلبة العلم من خلال ترسيخ تلك المفاهيم.

يحاول العبادي في دراسته أن يطلع القارئ المسلم على أهم المشكلات والتحديات التي تواجهها الأقليات المسلمة في المجتمعات الغربية، وأسبابها ونتائجها سواء على مستوى الأقليات أو مستوى العالم الإسلامي، مع وضع حلول ومقترحات لكل مشكلة من مشكلاتها، إذ تعرضت الدراسة الى بحث مشكلات اندماج المسلمين المهاجرين الى البلدان الغربية متوخية تحديد معوقات هذا الاندماج ومشكلاته والعوامل الثقافية والتربوية التي تعترضه، وتكمن اهميتها في ان قضية اندماج المسلمين تمثل الان الشغل الشاغل للمسلمين انفسهم وللمجتمعات المستضيفة لهم، كما يقول المؤلف وهدفت الى التعرف على المشكلات التي تواجه توطن المسلمين المهاجرين في السويد ومعالجتها ضمن هدف كبير يسعى الى توطين الاسلام عبر توطين اجيال المسلمين وصيرورتهم جزءا فعالا من المجتمع السويدي مساهمين في ثقافته وحراكه الاقتصادي والاجتماعي والعلمي، كما هدفت الدراسة للإطلاع عن قرب على طبيعة تعاطي المسلمين مع القوانين والمجتمع والثقافة وتحليل آثار ذلك على التفكير والسلوك لتحاشي الصورة النمطية وتقديم صورة واقعية تضمن سلامة التصورات والبرامج والخطط.

قسمت الدراسة الى جزأين نظري وعملي، موسوما بثلاثة فصول تم تخصيص الفصل الاول لتحديد المصطلحات والمفاهيم المتعلقة بالدراسة والتي حددها المؤلف بتفسير كلمة الاقلية لغة واصطلاحا باعتبار ان المسلمين اقلية في بلدان العالم ثم التعريف بالمشكلة الاجتماعية، والاندماج لغة واصطلاحا كونه يعد تكامل وتمثل ثقافي وفلسفة تنشده الدول المختلفة لتحقيق الاستقرار الامني والنمو الاقتصادي والرفاه الاجتماعي لشعوبها، فضلا عن الانصهار

والتعايش ضمن مسلمو الغرب الاوربي عامة والوجود الاسلامي في السويد خاصة، وندخل مع المؤلف الى الفصل الثاني في اطار نظري لفهم وتحليل عملية الاندماج ومفهوم الجماعة ونظرية الهوية الاجتماعية وعرض مضامينها وصياغة الحركات الانصهارية والاندماجية والتعددية والاستعلائية فضلا عن التفسير السوسيولوجي للصراعات الاثنية والتفسير السيكولوجي للتفرقة الاثنية، والتعرض لمعنى الثقافة ومكوناتها وخصوصياتها وبدائلها ووظائفها والتعددية الثقافية، وقد حدد المؤلف فصله الثالث بتسليط الضوء عن عوائق الاندماج وكيفية انصهار الثقافة الاسلامية مع الثقافة الغربية دون عوائق وبعيدا عن عقد الصراع بين الثقافتين ضمن تحديد مفهوم المواطن والمواطنة والتطرق الى قضايا تشخيصية كالموقف الشرعي من التجنيس والمنع والتحريم والجواز والمشاركة السياسية والانتماء الى الاحزاب والمحظورات الشرعية التي يواجهها المسلم المهاجر، ومشكلات التنشئة الاجتماعية والعلاقة مع الاخر والهوية والأطفال ومشكلة اللغة والبطالة ومشكلة التطبع مع البيئة السويدية وصورة المسلم في العين الغربية، وخصص المؤلف الفصل الرابع للدراسة العملية التي صاغ فيها صحيفة استبيان استندت الى خبرة مجموعة من اساتذة الجامعة المستنصرية مشهود لهم بالعلم والمعرفة، وتضمنت الصحيفة في مجالها البشري المهاجرون المسلمون في السويد في عدة مدن كبرى وصغرى عن طريق توجيه اسئلة عديدة ومختصرة ومبسطة الى عدد من الاشخاص رغم ان المؤلف وجد صعوبة بالغة في عملية التوزيع واسترداد الاستبيان بسبب الاهمال وعدم التجاوب وعدم جدية الكثير من المسلمين للإجابة عن الاسئلة فضلا عن تباعد مراكز الانتشار الجغرافي للمسلمين فكانت المساجد والمراكز الثقافية التي تجمع المسلمين هي الامكنة المناسبة لتوزيع الاستبيان.

وقد دلت نتائج الدراسة الى ان الاسلام يدعو الى الانفتاح وليس الانغلاق وان اغلبهم لا يقيم وزنا للتعامل على اساس الانتماء الديني وإنما على اساس الصدق والخصال الموضوعية كما ان القانون والقضاء يحظى باحترام المسلمين كما ان شعور المسلمين بالأمن والكفاية الاقتصادية يرجح حالة الاندماج طالما قارن نفسه بظروف يقل فيها الامن وتنعدم او تقل فرص الكفاية الاقتصادية كما ان هناك قبولا متبادلا في مشاركة المسلمين للسويديين في الانشطة الاجتماعية وترسيخ القيم الاجتماعية الاصيلة والالتزام بالنظام وتنظيم شؤون الحياة ليكونوا جزء من بنية ثقافة الشعوب الغربية وتقبلا اجتماعيا للاختلاط من كلا الطرفين فضلا عن العلاقة بين الاندماج ومستويات التعليم والجنس والاندماج الاجتماعي والحالة الاجتماعية والاندماج والعلاقة بين العمر والاندماج، وتوصل المؤلف الى ان التنشئة الاجتماعية عند المسلمين تسبب مشكلات كثيرة للمسلمين المهاجرين لأنها لا تمد المهاجر بالمفاهيم والرؤى التي تمكنه من التعاطي مع ثقافة مغايرة لثقافة المسلم، ليستطيع التكيف تكيفا واعيا ومدروسا تجعله يعيش هويته وإسلامه ويمارس حقوقه وواجباته في ظل توافق نفسي واطمئنان، كما ان المهاجرين المسلمين يعانون من صعوبات عملية عديدة بسبب بعض عاداتهم وتقاليدهم، وليس بسبب ما تمليه عليهم عقيدتهم الإسلامية إذ ان بعض التحديات ناشئة بالفعل من التزامات وتكاليف اسلامية، وتبدو الإشكالية الكبرى قائمة في طبيعة الدور الذي قد تلعبه الاقليات المسلمة في تحسين صورة الاسلام والمسلمين في وقت تم تشويه تلك الصورة من مؤسسات اعلامية وسياسية وغيرها، والدراسة فيها اجابة عن اسئلة كثيرة في هذا الشأن محملة بأدوات بحثية بخيوط متماسكة من براعة الرصد، هذا ما نلاحظه من خلال ما انطلق به

المؤلف بالتفسير لكل ما يتعلق بالأقليات ثم يدعم تفسيراته باستخدام نظريات مدعومة من مصادر رصينة استعان بها المؤلف لتدعيم فكرته ورؤيته. بقي ان اقول ان الكتاب منجز تفتخر فيه المكتبة العربية والعراقية، ومثل هذا المنجز ينبغي ان تلتفت اليه المؤسسات الثقافية والعلمية، خاصة بعد الهجرة المتكررة للمسلمين من العالم العربي والإسلامي بسبب الاوضاع السياسية والأمنيةِ التي تتعرض لمجموع السكان، والأكثر من هذا ينبغي ان تحتفي به ملحقياتنا الخارجية لأنها معنية بمحتواه، اكثر من غيرها، لتحسين صورة الاسلام في العالم بعد ان شوهتها الجماعات الارهابية المنظمة ويعد هذا المنجز النادر الذي كسبته المكتبة العربية مؤلفاً قيماً وكتاباً مؤرخاً لمرحلة مهمة من تاريخ الأقليات المسلمة في اوربا.